طرق التفكير المدمرة وتأثيراتها في اتخاذ القرارات

طرق التفكير المدمرة وتأثيراتها في اتخاذ القرارات

نيورورك / يقدم الكتاب شرحا للطريقة التي يعمل بها المخ والجهاز العصبي، كما يتناول قضية "المخ البشري والبقاء"، ويقدم واحدا من أفضل اللمحات عن اضطراب ما بعد الصدمة.
"يكفي أسلافنا أنهم اتخذوا من الخيارات ما يكفي لضمان تكيف الجنس البشري". هكذا تقول مؤلفة الكتاب التي تصطحب القراء في جولة حول الطريقة التي نفكر بها وكيف تؤثر في القرارات التي نتخذها.
في مستهل الكتاب، تحذر المؤلفة من أن رحلتها الاستكشافية تتناول علم الجهاز العصبي وهي المكتشفة حديثا والتي لا يسهل فهمها. وهذا تحذير جيد لأن بعضا من نص كتابها ربما يتجاوز قدرة القارئ العادي على الفهم.
ويقدم الكتاب الذي ألفته مارجريت بولسكي ، شرحاً للطريقة التي يعمل بها المخ والجهاز العصبي، كما يتناول قضية "المخ البشري والبقاء"، ويقدم واحدا من أفضل اللمحات عن اضطراب ما بعد الصدمة موضحا كيف يمكن لأحداث مثل 11 أيلول (سبتمبر) أن تصيب مجموعة كبيرة من الناس بالصدمة.
ويتناول الكتاب بعد ذلك العلاقة بين التفكير والاختيار، ويخلص إلى أن الأمر يحتاج إلى الجسم كله بما فيه الدماغ وكذلك إلى محفزات من البيئة لنتمكن من التفكير والاختيار. وفي هذا السياق يتناول الكتاب موضوعات مثل الاختيار الحدسي والتفكير المرتبط بالسياق وإدراك الأشياء.
وتكشف الأبحاث التي أجريت في مجال علم الإدراك العصبي خاصية مهمة في الطبيعة البشرية، ألا وهي حقيقة أن التحيز يعوق العمليات المنطقية لاتخاذ القرار لدى البشر، فنحن نسعى دائما إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد ما نعتقد فيه بالفعل ونستبعد المعلومات التي تتعارض مع معتقداتنا الحالية.
وغالبا ما يزداد تعقد الأمور عندما يتدخل الآخرون لأن "الإشارات الاجتماعية" تلعب دورا في عملية التفكير، كنتيجة لذلك فإن تحقيق تغيير على أرض الواقع ليس بسهولة تغيير تفكير المرء. يرجع هذا إلى أننا نعيش في مجموعات اجتماعية في بيئات معينة ربما لا تكون مواتية للتغييرات التي نتمنى أن نحدثها أو نتمنى حدوثها، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل التغير المؤسسي صعب التحقيق.
ويتناول الكتاب السلوكيات المدمرة التي تعقب الكوارث، مثلما حدث بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) ومثلما يحدث في تفاعل الناس مع الأزمة المالية الحالية. ترى مؤلفة الكتاب أن البشر في حاجة إلى تغيير هذه السلوكيات المدمرة وإلى تقليل التحيز المتعلق بالتفكير والاختيار في مواجهة تحديات العصر.
على الرغم من أن البشر مبرمجون على فعل كل ما يحفظ بقاء النوع البشري، إلا أن البقاء في حد ذاته يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا والبيئة من حولنا، ما يتطلب طرقا جديدة للتفكير. بمعرفة هذه الحقيقة يسهل اجتياز الطريق إلى التغيير.
وفي الختام يدعو الكتاب إلى تغيير الخرائط العقلية التي تعوق النمو، فالمرء يحتاج إلى اكتساب خبرات جديدة وفهم ما يفعله الآخرون والأسباب التي تدفعه إلى فعل هذا، كما نحتاج إلى تحديد العلاقات الاجتماعية الأساسية وفهم كيفية تنظيمها بما يسهل عملية التغيير.