المشاهدات: 59 | التعليقات: 2
المرأة عدو المرأة.. والمعركة مستمرة!

اصبح مألوفا ان تطلق المرأة صرختها لتعبر عن معاناتها مع المجتمع الذكوري، وما تتعرض له من تمييز.. ونظرة دونية.. وعدم اعتراف باهليتها لتولي المهام والمسؤوليات القيادية.. والسعي لتكريس دورها التقليدي المتوارث.. ولكن ماذا عن معاناة المرأة مع المجتمع النسوي.. الانثوي؟
الوقائع والظواهر تدل على ان المعاناة واحدة.. اذ ان حروب النساء للنساء لا تقل ضراوة عن حروب الرجال.. وغالبا ما نسمع عبارة «المرأة عدو المرأة» من الكثيرات.. خصوصا الطموحات اللواتي يصلن الى المراكز القيادية ويتولين المسؤوليات.. حيث تستخدم زميلات العمل اسلحة الحسد والغيرة والانانية واصطياد الاخطاء لمنعهن من الوصول، والمشكلة ان ايا من المتخصصين في علوم المجتمع لم يتعامل مع هذه الظاهرة بشكل جدي ويخضعها للدراسة والتحليل للتعرف على اسبابها.. للرد
على سؤال هل هي جزء من تركيبة المرأة النفسية.. ام انها مكتسبة ونابعة من طبيعة الموروث الاجتماعي والثقافي الذي كرس سلسلة من الاحكام المسبقة تجاه المرأة.. ووضعها في قوالب جامدة.. وصورها ككائن عاطفي.. ضعيف.. مكسور الجناح.. وشكك في قدرتها على ان تتخطى الحدود.. وشن الاتهامات على اي امرأة تجرأت وتجاوزتها.. ولنا في الرائدات اللواتي كن سباقات وعملن في مختلف المجالات مثال لنعرف كم تعرضن لحملات ظالمة لم يتورع البعض من التشكيك في اخلاقهن.
فالمرأة غالبا تثق بالرجل.. وترتاح للتعامل معه في مختلف المجالات.. كالطبيب والمهندس ومصمم الازياء وخبير التجميل والطباخ وحتى سائق السيارة وسواهم.. وهذا طبيعي اذا كان هؤلاء يمتلكون الخبرة والكفاءة.. والمطلوب ان تنال النساء العاملات في هذه المجالات الثقة نفسها من المرأة اولا اذا امتلكن الخبرة والكفاءة الموازية والمساوية.. ولكن الواقع يثبت العكس.. والانتخابات بكل مستوياتها من الجمعيات التعاونية الى النيابة مرورا بجمعيات النفع العام.. والمجلس البلدي.. تقدم الدليل الساطع على ان «المرأة عدو المرأة» دون الاعتماد عند الاختيار على عنصر الكفاءة.. بل اعتمادا على التقييم الذاتي المستند إلى الغيرة والحسد وكره المرأة بان تكون امرأة اخرى في موقع متقدم عليها.
وسوف تبقى هذه المشكلة بلا حل.. لان المرأة جزء من مجتمع تسعى فئات منه بكل قوتها وامكاناتها الى تكريس التشكيك بقدرات المرأة.. ويمارس عليها العداء بمجرد ان تطالب باي حق من حقوقها الاساسية.. ومادامت دعوات تحجيمها تلقى اصدقاء من قبل فئات واسعة من النساء.. ولذلك لا يستغرب احد ان تكون «المرأة عدو المرأة» في معركة مفتوحة يقودها كل المؤيدين لتكريس التمييز والواقفين سدا منيعا دون مشاركتها في صنع القرار.
|