لينين الرملى يدافع عن التطبيع فى مكتبة "بدرخان"!



استضافت مكتبة " بدرخان" فى الهرم مؤخرا نقاشا مفتوحا مع الكاتب المسرحى الكبير " لينين الرملى " دار حول رؤيته لمشكلات مصر وأزمة الدراما ، ولكن اللافت كان حديثه عن التطبيع مع إسرائيل باعتباره ليس خيانة ولا يستحق الرفض العربي !!، وانتهى اللقاء بحفل توقيع لبعض كتبه الشهيرة ، وقد أدار اللقاء د. حمدى ابراهيم استاذ الدراما بجامعة القاهرة .

رأى مدير الندوة أن الرملي يعد من أوائل الكتًاب الذين كانت لديهم بصمة فى الأعمال الدرامية خاصة الكوميدية ،وأنه إذا قلنا أن المسرح يتصدى لقضايا المجتمع فليكن الرملى هو أول من تصدى لذلك، وقد كانت لديه وجهة نظر فى معالجتها ،ولا يقوم بذلك الا الكاتب المسرحى المتميز .

وأضاف أن عرض المسرحية يقوم بعمل فصل بين القول والفعل ، وهذا ما فعله الرملى . وهذا تحديدا ما نفتقده فى مصر ، فهناك اقوال كثيرة ولكن أين الفعل . كل المسرحيات التى قام الرملى بتأليفها بها هذا العمق الدرامي، الذي يجعلنا نشعر ان كل الشخصيات لديها أزمة ، وحينما نعرض الازمة تبدأ الشخصية فى عرض ما بداخلها .

سألت لينين الرملي إحدى الصحفيات الحاضرات عن رأيه في المدونات ، هل هى فن ام مجرد ظاهرة ، فاجاب الرملى انها تحمل سلبيات وإيجابيات معا ، وهي مثل أشياء أخرى كالطباعة التي انتشر العلم بواسطتها ولكنها ساعدت على نشر الثقافة وأتاحتها للبشر وهذه الثقافة كان بها الجيد الذي ينشر فكر حقيقي والرديء الذي يروج خرافات . واعتبر أن المدونة هي "فلتر" لما يكتب في الكتب والمطبوعات ، ولكنه من وجهة نظر صاحبها وحده . ورأى أن كاتب المدونة لابد أن يعي ما يكتبه ويحدد الجمهور المستهدف بعناية .

الكتابة للمدونة وللصحافة

سأل أحد الحضور لينين الرملي عن رأيه في مقولة الأستاذ محمد حسنين هيكل أن الكتابة للصحافة تاريخ ، وللانترنت فوارة ، ورأى الرملي أن الكتابة للصحافة تاريخ بالفعل ، ولكنه رفض ما كتبه هيكل نفسه للتاريخ ، وهي كذلك بالنسبة للإنترنت لأن الجميع يكتب بالفعل والكل لديه مدونات يعبر بها ، والمهم أين القاريء؟ الذي يقرا ويحلل ويناقش ،يتصدى للكتابة ، وهنا تتضح مشكلة أننا نقوم بدور المرسل ونغفل وجود المستقبل للكتابات .

وفى سؤال اخر له عن الدراما الحقيقة ,وهل توجد فى مصر ؟ ، اجاب الرملى ان فكرة الدراما الحقيقة ليست موجودة فى مصر ؛ فالدراما توصلت الى أن العالم به الرأى والرأى الاخر ، ملاك وشيطان ، ابيض واسود ، وهكذا ، والذي يقوم بالدراما هو الصراع الداخلى ، بداخل ذات الشخص الذى لا يستطيع ان يعبر عنها خارجيا ، الا اذا كانت لديه الشجاعة الكافية لذلك .

ولكن تاتى اللحظة ويضطر الشخص لأن يواجه هذا الانقسام ، ويختار الصواب ، والمجتمع لايعرف الصراع الذي بداخله ،فالمعارض مثلا لا يعترف بالحكومة والعكس صحيح ، كمان ان المعارض ليس لديه انتخابات حقيقية ، ونخلص من ذلك اننا لا نتصور الصراع الداخلى داخل مصر فكيف لنا ان نفهمه فى الدراما ، ونستطيع أن نعكسه ؟

واضاف الرملى ان هناك فرق بين ما يسمى المسرحيات والمضحكيات ؛ فالمسرحية هى عرض الدراما على المسرح بأسلوب كوميدى لهدف لدى المؤلف ، اما المضحكيات فهى عبارة عن ضحك فقط ، يتم عرضه على خشبة مسرح ، دون اى هدف من ورائه .



لينين الرملي
أزمة مصر

بسؤاله حول ماهية الأزمة التى يعانى منها المسرح ،وكيف يمكن حلها ؟ أجاب الرملي أن الأزمة ليست أزمة مسرح فحسب ، ولا أزمة مرور ، ولا أزمة تعليم فحسب ، ولا أزمة رغيف خبز فحسب ، بل أزمة المسرح هى عبارة عن جزء فى منظومة العديد من الأزمات .

ورأى أن أزماتنا الأساسية هي فى منهج التفكير ، وأنها أزمة ألمت بالمجتمع بأكمله ، وهو مجتمع يرى أنه يستحق حياة أفضل ولكن ليس لديه الإمكانيات التي تؤهله لذلك ، وحتى في كرة القدم نرى أننا قادرين على خوض مباريات كأس العالم لكرة القدم ولا نعلم اين نجد الإمكانيات الداعمة .

وسألت إحدى الصحفيات ، هل الأزمة يمكن أن يتدخل كتاب الدراما في حلها ؟ ، وأجابها د. حمدى بان كاتب الكوميديا تقع عينه على الخطأ في كل شيء ودوره هو الكتابة عنه فحسب ، ولكن لا ينتظر منه أن يقدم حلولا للمشاكل ولا هذه من وظائفه . وهذا الإصلاح قد يكون بيد العلماء والمسئولين والمحللين الاجتماعيين ، وعلى سبيل المثال سألوا جراح القلب العالمي د. مجدى يعقوب عن الفرق بين مصر ولندن ، فأجاب بثلاث كلمات " نحن نستعجل النتائج " وتلك هى مشكلة الشعب المصري .

التطبيع مع العدو

كانت المفاجأة حينما وجه أحد الصحفيين سؤالا للينين الرملي قائلا : هل تؤيد التطبيع مع إسرائيل ، ومامعنى الصورة التى التقطت لك مع الملحق الثقافى الاسرائيلى ؟ واجاب الرملى : " لا يعني أن تلتقط صورة كهذه لي أننا مطبعا مع الإسرائيليين والمسألة لم تعدو فبركة صحفية من أحد الصحفيين المصريين وكنت مدعوا بإحدى الحفلات الرسمية وكان الجانب الإسرائيلي مشاركا وقد ربط الصحفي بيننا لا غير ، وأنتقد التشويه الإعلامي الذي يحدث والذي دفعني لرفض الظهور في برامج تليفزيونية منذ خمس سنوات ، فمثلا فى برنامج" البيت بيتك " لاحظت هجوم الاعلامى "محمود سعد " على وزير الثقافة المصري حول وجود موسيقى اسرائيلى داخل الاوبرا " .

ورأى الرملي أن " التطبيع نفسه قانوني من الناحية الرسمية وان كان يكرهه الكثيرون ، ولا غضاضة فيه ، ونجد أن الرئيس المصري مبارك تلتقط له صور بجانب نتنياهو وغيره ، ليس حبا في إسرائيل وإنما سعيا لمصالح مصر اولا واخيرا ، ولا أرفض التجارة معهم مثلا أو أن نصدر لهم الغاز ، أو أن نستقبل خبراء إسرائيليين في الزراعة وغيرها " .